البعوضة سبحان الله

البعوضة من ايات الاعجاز العلمي




انثى البعوض تعيش على مص الدماء وذكرها يعيش على الازهار!

اسرار علمية اكتشفها العلماء تبرهن على عظمة المثل الذي ضربه الخالق

البعوضة تقوم بفحص وتحليل الدم قبل ان تمتصه من جسم الانسان


حث الله المؤمنين على التأمل والتفكر في الطبيعة وفي باقي المخلوقات حتى يزدادوا يقينا وايمانا بالله لان قدرة الله تبدو بوضوح لمن يبحث في امور الخلق ومنها جاءت الايات التي تحث على التفكر والتدبر في ما خلق الله وان خشية الله تزداد عند العلماء اذ يؤمنون يقينا بالله على انه الخالق المدبر للطبيعة وفي واقعنا الكثير من العلماء الذين دخل الايمان في قلوبهم من خلال التدبر في مخلوقات الله وحث على التدبر في مخلوقاته لكي يزدادوا ايمانا على ايمانهم.



وفي كثير من الحالات يضرب الله الامثال للناس في سبيل تبيان قدرته للناس وهو منزه لان يكون بحاجة ان يمثل لذلك ولكن يضربها على سبيل الاعجاز والحجة وتبيان مقدار العجز المادي والمعنوي للناس الذين يتبججون بقدراتهم ويظهرون على انهم عاجزون عن الاتيان بمثل ما ضرب الله من الامثال ومن هنا جاءت الاية الكريمة التي ذكرت البعوضة هذا الكائن القادر على ان يحدث الامراض التي قد تفني حضارات وتحمل في جوفها طفيل البلازموديوم الذي يسبب الملاريا والحمى التي تقضي على الكثيرين ممن اصيبوا بهذا المرض.

»ان الله يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين«. سورة البقرة (26)

اختلاف

بالنسبة الى هذه الاية الكريمة التي ذكرت فيها البعوضة تحديدا فالامر يختلف بعض الشيء حيث ان البعوضة حشرة عادية لا يهتم بها الكثيرون وقد يحتقرها البعض لصغر حجمها كما انها ليست بذات اهمية من الكائنات الحية التي نشاهدها ولكنها هنا في موضعها من الاية هي احدى ايات الله التي يجب ان نمعن النظر فيها ونفكر فيها، وان الله يضرب بها المثل لكي يريهم مدى مقدار العجز الذي يشعرون به فهو لا يخشى ان يضرب مثلا اكبر من هذا وافضل لاي شيء.

رحلة البعوضة غير العادية

البعوضة هي انثى البعوض وهي من الحشرات التي تمتص الدم لكي تنمو صغارها بينما الذكر منها يعيش على الازهار والبيئة النباتية بشكل عام.

البعوضة تمتص الدم لهدف معين وهو لانها تحمل بيضات وهذه تحتاج الى البروتين لكي تنمو وهي بذلك تمتص الدم لحفظ النوع وبقاء الحياة للبعوض.

وقد ضرب الله بها مثلا لصغر حجمها وعظمة خلقها حيث حباها الله ببعض من اسراره التي تبينت للعلماء الان وهي:

- للبعوضة مائة عين في راسها بحيث يستطيع الرؤية من جميع الجهات وكل عين يطلق عليها عوينة تصغير عين وبذلك تكون الصورة مركبة تجميعية الصغير في فم البعوضة.

- في فم البعوضة الصغير 48 سنا

- لها ستة سكاكين في خرطومها لكل وظيفته الخاصة به.

- مزودة بثلاثة ارجل في كل طرف من جسمها

- مزودة بنظام يعمل مثل نظام الاشعة تحت الحمراء حيث يعمل على عكس لون الجلد في الظلام الى اللون البنفسجي حتى تستطيع رؤيته.

- مزودة بمادة تخدر موقع اللدغ حيث لا يشعر الشخص بالالم الا بعد ان تسحب خرطومها وما يحدث من اعراض الالم والتحسس ينجم بعد ان تنهي البعوضة من سحب الدم.

- البعوضة لا تستسيغ اي دم لذا فهي تحلل الدم فاذا كان مقبولا لديها مصته والا فانها تتركه.

- حتى تستيطع البعوضة سحب الدم بدون ان يتجلط تفرز مادة مميعة للدم شبيهة بالهيبارين تعمل على تمييع الدم وبقاؤه في الميوعة حتى تستطيع سحب ما تحتاج اليه من الدم وغالبا ما يزداد وزنها الى ثلاثة او اربعة اضعاف.

- تستطيع البعوضة شم رائحة عرق الانسان من مسافة بعيدة تصل الى ستين قدما فالجميع تحت مدى خرطومها.

- واخيرا لاحظ العلماء وجود حشرة صغيرة لا ترى بالعين المجردة تتطفل عليها وتعتمد على البعوضة في معيشتها مما يكون تفسيرا جيدا للاية الكريمة بعوضة فما فوقها.

ملقط خاص للازدواج

يبدأ ذكر البعوض عند وصوله لمرحلة البلوغ فانه يقوم بالبحث عن الانثى مستفيدا مما حباه الله من حاسة السمع حيث تكون حاسة السمع لدى الذكور تفوق الاناث حيث ينتبه الذكر للصوت الصادر عن البعوضة ويقوم بالتقاطه بواسطة الشعيرات الدقيقة التي توجد في نهاية عضو الاحساس، فالذكر اثناء الازدواج مع الانثى بجانب الاعضاء التناسلية يوجد جسم يساعد في مسك الانثى وهي الكلاليب.

فالذكور عندما تطير تكون ضمن مجموعات كثيرا ما يتم تشبهها بالغيوم فعندما تدخل اي انثى في هذا السرب يقوم الذكر اثناء طيرانه بعملية الازدواج فيمسك الانثى بواسطة كلاليبها وتتم العملية بمدة قصيرة ويرجع الذكر الى المجموعة بعد ذلك، فالانثى التي تحمل البيوضات تقوم بمص دم الانسان لتغذية البويضات، وبهذا يظهر الفرق بينها وبين الذكر ومن هنا جاء الفارق بينهما ووضحه القرآن الكريم بهذا التوضيح كان سباقا في طرح المعلومة حيث لم يكن معروفا رغم اهميته، فهو ليس بداخل في طور الاعجاز اذ ان دورة حياة البعوضة وفترات نموها في منتهى الغرابة.

:1 (154): :1 (177):

الانثى التي تكون حاملة لبويضات تقوم بمص الدم لتغذيتها حيث تضع البيوض في شهور الصيف او الخريف على الاوراق الرطبة او بجانب البحيرات اليابسة، فمن خلال اللاقطات الحساسة الموجودة تحت بطنها تقوم البعوضة الام بالبحث عن مكان مناسب لوضع بيوضها وعندما تجد المكان المناسب تقوم بوضع بويضاتها حيث تتغذى على الطحالب والحيوانات من الاوالي وحيدات الخلية وتستنشق الاكسجين من الجو بشكل رئيسي رغم مقدارها على الاستفادة من الاكسجين الذائب في الماء فتدوم فترة النمو ستة اسابيع وانواع اخرى تصل الى اشهر متعددة حسب نوع البعوض فقد يصل طول البويضات الى 1 ملم وتختلف انواع البعوض في طريقة وضع البيض فبعضها يجعله مصفوفا حيث تكون مرتبة واحدة فواحدة او بحالة مجموعة وتوضع بصف واحد، وهناك نوع ثاني تقوم بربط بويضاتها بعضها ببعض وتضعها وتستمر لمدة يومين بهذا الوضع وتصل عدد البويضات التي تضعها في المجموعة من 200 الى خمسمائة بويضة يعيش منها ثلاثة بالمائة فقط، وبعد ان تضع البعوضة بويضاتها التي تكون بلون ابيض وبعد 1-2ساعة من وضع البيض تتبدل لونها الى لون الاسود وسبب تبدل لونها لكي لا يعرف من قبل الحشرات والطيور اي بمعنى اخر لكي لا تكون طعاما لهم، وهذا الشيء سبب لحمايتها وان بعضها تغير لونه حسب البيئة المحيطة بها.

الجهاز التنفسي

تعتمد الدودة او اليرقة في تنفسها على قضيب او انبوب يمتد خارجها الى ما فوق سطح الماء حتى يسمح بالهواء بالدخول من خلاله والدودة الموجودة في الماء تكون معلقة رأسا على عقب (اي بالمقلوب) وحباها الله الذي احسن صنعه كانت الدودة مهيئة لذلك بافراز مادة لزجة للحفاظ على الانبوب نظيفا تفرزه مباشرة من جسمها لكي يلتصق بها الغبار والاجسام الغريبة.

يكون لون البيوض ابيضا ولكنه يتحول الى اللون القريب من البيئة المحيطة به كما ذكرنا سابقا حتى تقل فرصة فنائها وهذه التغييرات الحاصلة في لون البعوضة وبيوضها والشرانق هو مما فطرها الله عليه في نظام حيوي دقيق خلق معها.

الخروج من البيضة

بعد انتهاء فترة حضانة البيض الدودة واحدة بعد الاخرى من البويضات فتتغذى هذه اليرقة بدون انقطاع فيزداد معه حجمها وهي في هذه المرحلة تمسي فريسة سهلة ويطلق عليها الحراء.

ان طريقة غذاء اليرقة مصممة بشكل غريب، فالدودة بواسطة الشعيرات الموجودة في طرفيها تكون على شكل مروحة، بهذه الطريقة تكون مدخلا صغيرا تضمن دخول البكتيريا واجسام ميكروسكوبية الى الفم.

ففي داخل الماء تكون هذه الدودة مقلوبة الوضع وتقوم بعملية التنفس عن طريق الانبوب اي مثل الغواصين وعن طريق انزيمات خاصة تقوم بافرازها لمنع دخول الماء الى الانبوب الذي تتنفس منه.ومن المبين او الواضح ان هذا المخلوق تقوم باغلب اعمالها بمنتهى الدقة والحساسية في ان واحد مما يضمن لها دوام عيشها.

فوجود الخرطوم كان مهيئا لليرقة لكي تتنفس وللحفاظ عليه نظيفا سالكا وكذاالسائل اللزج الذي تفرزه لتمنع دخول الماء الى الانبوب، فلولا هذا النظامين لما كانت هناك اماكن لمعيشة البعوض، وهذا يعني ان جميع انظمة البعوض بدون نقص ظهرت للوجود وهذا دليل على خالقها.

فاليرقة تغير جلدها مرة اخرى وعندما تغير للمرة الاخيرة جلدها تخرج بحالة جديدة، فالدودة للتغير الى البعوض هناك مرحلة اخيرة وهي الشرنقة، فالغلاف الذي تحتويها هذه الدودة يبدأ بالتلف وهذا يعني أنه يجب ان تتخلص من هذا الغلاف، وبعد ان تتخلص من هذا الغلاف تظهر شيء مختلف تماما عما كانت عليه.

فهذان الكائنان المختلفان هما لنفس الكائن الحي ومن الصعب تصديق انهما شيء واحد، فكما نرى ان الدودة ولا البعوضة بامكانها تصميم مثل هذا العمل الحساس والمختلف الاطوار.

ان الثقوب الموجودة في الانبوبة التي بواسطتها تستيطع الدودة التنفس عندما تنغلق فانها تصبح وجها لوجه في انعدام هوائها، ففي التغير الاخير للحشرة الجديدة لا تحتاج الى هذا الانبوب فهناك انبوبان في طرفي الرأس بواسطتهما تستيطع ان تتنفس ولهذا فان هذه الكائنات قبل ان تبدأ بعملية تغير غلافها تصعد الى سطح الماء.

فالبعوضة الموجودة في الشرنقة تكون قد تغيرت تماما، فالهوائيات الموجودة للحس والخرطوم، الصدر، الاجنحة، البطن والرأس التي تغطي معظمها عيناها فالبعوضة تصبح جاهزة للطيران.

البعوضة عندما تخرج من الشرنقة يجب ان لا يلامس رأسها الماء لان انعدام الهواء وانقطاعه عن البعوضة يعتبر كافيا لموتها لذا فان هبوب ريح او تيار مائي فانه يعني للبعوضة الهلاك.

فالشرنقة تنشق من الطرف العلوي ففي هذه المرحلة يوجد تهلكة كبيرة وهي دخول الماء الى الغلاف، ولكن المنطقة المنشقة من الكيس هي المنطقة التي تخرج الرأس منها ولكي تمنع من تماس الماء فأن الرأس تكون مغلفة بنوع خاص من الصمغ تمنع وصول الماء الهيا وهذا شيء مهم، لان اي هواء تجعلها تسقط في الماء وتموت ولهذا فان البعوضة تقوم بوضع رجليها على الماء عندما تخرج.

ولكن هناك اسئلة يتبادر الى الذهن وهي البعوضة كيف تستيطع ان تتحول؟ من اين اصبحت لها هذه القابلية، اي تغير جلدها ثلاث مرات؟ وبعدها تصبح بعوضة كاملة هذا واضح ان الله اعطى بالذات هذه الحشرة مثلا كيفية خلقها فهي اية للناس على قدرة الخالق العظيمة.

كيف يدرك البعوض الكائنات الحية في الطبيعة؟

ان البعوضة لها قابلية الحس بالكائنات الحية بواسطة حرارتها الصادرة عن اجسامها واحساس البعوضة للحرارة يكون بالتقاطها بشكل الوان ولكن هذه الحس للحرارة لا تعتمد على اشعة الشمس اي على الضوء، فان مقدار الحس للبعوضة بمقدار 1/1000 درحة.

ان البعوض تملك حوالي 100 عين وهذه العيون موجودة في الرأس على شكل تشبه قرص العسل تقوم عين البعوضة باستلام هذه الاشارات وتنقلها الى الدماغ، ففي كل مرة يتنفس فيها الشخص ويخرج ثاني اكسيد الكربون حيث يشير العلماء ان البعوض كائنات شمية تعتمد على الشم ايضا فقد وجد لدى البعوض مستقبلان لثاني اكسيد الكربون فوق مجسات صغيرة يمكنها رصد الغاز من مسافة تصل الى خمسين قدما كما حامض اللاكتيك الذي يفرز عن طريق العرق ويخرج ايضا عن طريق التنفس يلعب دورا في مساعدة البعوضة على الاستدلال علينا فالانسان وغيره من اللبونات هي وعاء كبير محمل بالدم يدل عليه نواتج من جسمه يفرزها بالطرق الاعتيادية.

ولكن لم تفضل البعوضة شخصا دون سواه؟

تكمن الاجابة في افرازات بعض الاشخاص تكون اكثر مما لدى الاخرين حيث يفرز الجلد الكثير من المواد ولكن البعوضة تستسيغ بعض هذه المواد دون الاخرى والبعوضة تهتم كثيرا بمصدر الدم اذ ان البعض من انواع البعوض تفضل الانسان على الحيوانات وبخاصة بعوضة الانوفيليس جامبيي التي تكون محلقة مع قطعان الجواميس والابقار ولكنها تفضل الرعاة.

كما ان لكل نوع من البعوض قرصاته المميزة ومكانه المفضل ايضا فبعضها يفضل الاكتاف والاخرى تفضل الاقدام.

كيف تمص البعوضة الدم؟

البعوضة عندما تقوم بمص الدم تستعمل تقنية تجلب الحيرة للعقول فالنظام المعقد المستعمل هو: عندما تحط على الهدف فتقوم بتحديد مكان معين بواسطة الشفاه الموجودة في الخرطوم، حيث يشكل البحث عن الاوعية الدموية هاجسا اذ تشكل الاوعية الدموية خمسة بالمائة من مساحة الجلد لذا تقوم البعوضة بتحريك خرطومها باحثة عن المكان المناسب حيث تحركه داخل الجلد وبمجرد عثورها على الدم فانها تثبت لتحدد مكان الدم، وتبدأ بضخ جرعات من موسعات الاوعية الدموية ومرفقات الدم حتى تستطيع ان تحصل على الدم بسهولة وهي تتوقف عن سحب الدم عندما تقوم المستقبلات الموجودة في بطن البعوضة بارسال رسالة بالتوقف عن سحب الدم.

تصبح البعوضة ثقيلة جدا بعد الانتهاء من سحب الدم لانها تسحب من الدم اضعاف وزنها اما بالنسبة للكيفية التي تمتص بها الدم فالبعوضة لها ابرة مغلفة بغلاف خاص تخرجها عندما تقوم بمص الدم حيث يثقب الجلد من خلال الفك العلوي الذي يشبه السكين والفك السفلي الذي يحتوي على اسنان مائلة نحو الداخل، فالفك السفلي يعمل مقام المنشار اي تتحرك مثل المنشار والجلد ينشق بمساعدة الفك العلوي الذي يكون بمقام السكين ومن المكان المنشق تدخل الابرة الى ان تصل الى العرق وتقوم بعملية مص الدم.

كما هو معروف عن جسم الانسان فعندما تخرج دم من مكان وفي مدة قصيرة وبمساعدة انزيمات الموجودة في الجسم بعملية تخثر الدم في تلك المنطقة، ولكن عند البعوضة كما ذكرنا سابقا فانها لا تواجه بهذه المشكلة وهي تجلط الدم لانها تقوم بصنع مادة في جسمها وتفرزها في دم الانسان بحيث تمنع تخثر الدم هناك وبهذا تكمل عملية امتصاصها للدم، والبعوضة عندما تلدغ الانسان من مكان معين هذا المكان تنتفخ ويكون فيها احتكاك وسبب ذلك هو الانزيم الذي قامت بافرازه داخل الجسم لمنع تخثر الدم.

ما تقوم به البعوضة من اعمال وهي صغيرة الحجم مستفيدة مما حباها الله من امكانيات لكي تلعب دورها الذي قدره الله لها، كانت الم ثل الذي ضربه الله للناس الذين استهانوا بمقدرات البعوضة وتناسوا انها كانت السبب في حدوث امراض قاتلة للبشرية والملاريا ليست ببعيدة عنا ومن اخطارها التي تقتل الملايين سنويا وبخاصة في القارة السمراء.