أنقل لكم ما كتبه إنسان مثلكم و متلي و قد نمر بمثلما مر و سيمر
فهل نعتبر ؟
أكتب بحبر وريدي وبقلم أهاتي لكل من يسمع أهاتي وأنيني ...
أنا شاب فارق أهله من زمن بعيد وبعد العودة لم أجد سوى ثراهم ..
وها أنا أبحث وأبحث وأبحث ولكن دون جدوى...
أرجو من الله عز وجل أن يرثي قلبي ويرحم أهاتي وحزني ...
نادتني بكل حنان ولطف.. تعال يا "فلان" تعال يا بني ..
تعال
اترك عنك هذا الجهاز..
تعال
أريد أن أتسامر معك.. اشتقت لأحاديثك.. وليس عندي ما يؤنسني..
تجاهلتها وكأنني لست المُنَادى..
صحيح أنا "فلان"
ولكن ماذا تريد مني الآن!!
أنا مشغول بهذا الشرح الذي سأغنم من بعده الأجر العظيم!! نعم فهو في خدمة الغير!!
ولكن الشوق فيها انهضها.. تهادت حتى وصلت إلى "غرفتي"
وبنظرة مثقلة رفعت عيني من "شاشتي" والتفت نحوها..
وبكل "ثقل" قلت مرحباً بكِ.. انظري هذا شرح أعده للناس (حتى تفهم إني مشغول)
ولكنها جلست تنظر لي .. نعم تنظر لفلذة كبدها كيف يسعى خلف الخير وهو بجوارها!!
لحظات..
وإذا باب يُقفل.. التفت فإذا بها غادرت...
لا بأس سآتيها بعد دقائق.. أعيد لها ابتسامتها!!
وأعود لعملي و "جهازي"
لحظات..
نعم ماهي إلا لحظات..
وأتحرر من قيودي.. وأنتقل للبحث عن "أمي"
وجدتها..
نعم وجدتها.. ولكنها متعبة..
مريضة.. لم أتمالك نفسي..
دموعها تغطيها..
وحرارة جسدها مرتفعة..
لا.... لابد أن أذهب بها إلى "المشفى"
وبصورة سريعة.. إذا بها تحت أيدي "الاطباء"
هذا يقيس.. وتلك "تحقن" والباب موصد في وجهي..
بعد أن كان....
موصداً في وجهها
يأتي الطبيب
الحالة حرجة..
إنها تعاني من مرض عضال في قلبها..
يجب أن تظل باقية هنا!!
و" بِرّاً " مني قلت:
إذاً أبقى معها..
لا.... اتتني كـ"لطمة" آلمتني..
لا.. حالتها لا تسمح بأن يبقى معها أحد..
سوى الاجهزة و"طاقمنا الطبي"
وكاهلي مثقلٌ بالهم..
واقف بجوار الباب..
أنا الآن أريد أن (( أتسامر معك.. اشتقت لأحاديثك.. وليس عندي من يؤنسني يا أمي..))
بقيت في الانتظار..
أتذكر.. كم أنا أحبها !!
مازال لدي الكثير لأخبرها به!!
نعم.. هي لا تعلم أني الأن عضو شرف في موقع!!
ولا تعلم أني مشرف في آخر!!
هي لا تفهم كيف أن المحترف في "الحواسيب" هو شخص مهم!!
لم أشرح لها كيف أني علّمت أخوتي حتى يُشار لهم بالبنان!!
هي..
لااااااا... بل أنا مَن لم يخبرها..
أنا مُت لم يجلس معها.. ضيعت أوقاتي خلف الشاشات..
يقطع شرودي صوت أقدام الأطباء يهرعون من كل صوب
نحو غرفة أمي
لا
لا
لا
هرعت نحو الغرفة استوقفني الطبيب وأخبرني
لااااااااااااااااااااا
أمي
أرجوكِ يا أمي
لم أخبرك كم قصرت في حقك يا أمي
يا أمي لم أخبرك كم أنتِ أغلى الناس عندي
يا أمي .... وأنا أصرخ ....
ولكن لم يعد ينفعني الصراخ
......
أمي
أمي
أمي.. عودي لي