أتساءل وأنا أرى الناس من حولي يقتلون ويذبحون و يعذبون
لماذا هم يقتلون ؟ لماذا يا قاتل تقتلهم ؟
لقد شل لساني عن الكلام حينما رأى الضحايا يكثرون !
دماء وأشلاء و لا رحمة في قلوب القتلة
لم تتمالك دموعي نفسها و ظلت تسيل على خدي و الجرح العميق في القلب يزداد
لأن من ُيقتلوا مسلمون ومن يَقتلوا مسلمون
ففجع القلم و قرر أن يكتب دون خوف
، فأنا اليوم مصري و تونسي و سوري و ليبي و يمني
انا كل الشعب العربي أشكو وأبكي من معاناتي
أنا تونسي : تألمت و عشت سنوات من الظلم والبطالة، لا آذان يرفع ولا حجاب يلبس و نقاب ممنوع
لقد عانيت كثيرا وبعد ذلك قتلت
فلماذا قتلتني ؟ ولماذا رفعت السلاح في وجهي ؟ ألست أخوك ؟ ابن بلدك ؟
ألا يجمعنا شئ يمنعك من قتلي ؟ هل أذنبت حين خرجت محتجا على الظلم ؟
لماذا بربك قتلتني ؟؟؟
أنا مصري : عشت سنوات القهر والظلم و القتل و التعذيب و التجسس و السرقة
الفقر و البطالة و التزوير و السرقة ،حتى كنت في التعليم مقهورا
خرجت من بيتي أطالب بالعدالة و الانسانية والحرية و المعاملة الآدمية
و الكرامة و عدم العنصرية ثم وجدت نفسي مقتولا بلا ذنب اقترفته ولكنكم
لم تكتفوا بقتلي بل قتلتوني بشراسة بعد ان غابت عنكم الرحمة
أطلقتوا اللرصاص كأنها سيل هبط علي من السماء ولكني أشكركم لأنكم
أهديتموني الشهادة لكني مازلت أريد أن اسألكم لماذا بربكم قتلتوني ؟؟
انا يمني : :أعيش فقيرا ،بطالة ، خدمات قليلة ،ولا مميزات دفعتني للسكوت
فخرجت مسالما لكنهم لم يصدقوا ذلك قتلوني ،دون ذنب افترفته فقط طالبت بأن اعيش
أفضل ، لا اجد الحكام متشبسون بالحكم
فلماذا قتلتني وأنت تعرف حالي ؟فلماذا قتلتني وأنا منك ؟ لماذا بربك قتلتني ؟
أنا ليبي:وآه آه يا بلدي التي هدمت ، آه آه و رجال بلدي قد مات منهم الكثير الكثير
آه آه لقد أبادوا مدنا بأكملها نسائها وأطفالها و شيوخها ورجالها ، لم يرحموا أحدا
عذبوا الأطفال و استحيو النساء وأتعبوا الشيوخ وبعد ذلك قتلوهم
ساحكي لكم حكايتي و كيف هو حالي ؟ و حال بلدي ؟ تقولون معكم اموال ؟
لماذا ثرتم ؟ أقول لكم معي أموال لكن كيف اصرفها ؟ لا خدمات و لا مستشفيات مجهزة
أعيش مع حاكما تعدى بكلماته على الله و رسوله
نعيش كأننا بدائيين ! لا بحث علمي و لا تعليم و لا و لا ولا
أعيش تحت حكم شخص جبار مغرور متكبر
وبعد ذلك تريدوني ألا أثور !! لا أريد مالا و لا بترولا !
لا أريد إلا الحياة الكريمة ، أريد ألا تعيش المنتقبات في سجن حتى لا يراهم احد وهم يرتدونه فيقتلونهن ، لا أريد أن يغصبني أحدا على شئ
لذلك خرجت ، خرجت مسالما لكنهم أبوا إلا أن اتحول مسلحا
فصرت كذلك بعد أن قتلوا أبي وأمي وأخي وأختي ولم يبق إلا أنا
فماذا تريدون مني ؟ قتلوا أهلي أمامي وهاهم يأتون لقتلي وأقف عاجزا
لقد قتلت فأي ذنب بربكم قتلت
لإاي ذنب بربكم عذبت !
بأي ذنب بربكم شردت
اسألكم بالله لماذا قتلتوني ؟؟؟؟
ألست منكم ؟
ألا يجمعنا شيئا واحد ؟؟
يا أخي بالله عليك إن لم دين يجمعنا فوطن واحد
وإن لم يكن وطن فعروبتك
ألست تخاف الله يا من تقتل وأنت تعلم أني أقتل ظلما ؟؟!
ألست تخاف من عقاب الله؟ ألا تعلم أنك في معصية لله ؟
وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
ألا تعلم أن السرقة حرام ومالها حرام وأكلها حرام فلماذا تفعل ذلك ؟
انت يا انسان أن لم تكن ليبيا ولا مسلما و لاحتى عربيا
ألست انسانا ؟ ألا تشعر ؟ أم أن الدماء والاشلاء هو المنظر المفضل عندك
أليس لديك قلب ؟؟ أم أنك أخرجته و رميتعه
والله لا أعرف كيف اصفكم يا قتلة ؟
انتم كالذئاب بل الذئاب افضل فقد ظلمتهم ؟
هل تعرفون لماذا ؟؟ لأنهم حيوانات لا يملكون عقلا
و يسبحوا الله على كل حال
هم فقط خلقهم الله مفترسون
أما أنتم فقد حباكم الله عقلا ووهبكم قلبا و احساسا
لكن مع ذلك لا قلب لكم ولا أحساس عندكم و لا عقلا يفكر
أنتم لا اعرف من أنتم ؟؟
فلقد تعدى ظلمكم كل المقاييس ؟
يكفي أنكم لستم محتلا لنقول ذلك عذره و لستم
يكفي أنكم تقاتلون أناسا لا يملكون سلاحا كافيا وحديثا
يكفي أنكم تقتلوننا وتعذبونا حتى الموت ، أنتم لو كنتم تذبحون خروفا
أمركم الرسول بألا تعذبوه و ترحموه
فما بالكم ونحن بشر والله بشر
لا أعرف ماذا أقول لكم غير انتظروا عقابكم من ربكم
فهو يمهل ولا يهمل
ألا تخافون دعوة المظلوم ؟ألا تخافون دعوة أم فقدت أولادها
ويتيم فقد أهله ؟؟ألا تخافون دعوة ارملة فقدت زوجها
أنتم فعلا لا أعرف من أنتم ؟؟
أقول لكم انتظروا عقابكم من ربكم ؟
ومن الآن اختاروا طريقة عذابكم ليس في الاخرة لأن عذابها معروف
أما الدنيا فاختاروا أتريدون أن تموتوا حرقا أم ذبحا أم تعذيبا أم طعنا
أم مرضا خطيرا لا علاج له أم وباء بسببه تبقى وحيدا يبتعد عنك الناس حتى أهلك
اختاروا ما شئتم ، اختاروا عذابكم بأنفسكم
لأن كما تدين تدان
قال الشاعر :
أما والله الظلم شؤم ****ومازال المسئ هو الظّلوم
إلى الديان يوم الحشر نمضي ****وعندالله تجتمع الخصوم
وهذا القذافي الذي ظلم و قتل و نهب و سرق و تعدى على الله و رسوله بكلماته
هذا الذي يظن نفسه ملك الملوك (محرم شرعا هذا اللقب لأن الله هو ملك الملوك )
أنت يا هذا أتعرف يوسف بن الحجاج الثقفي ؟؟
نعم بالتأكيد تعرفه لأنه ليس هناك أحد على وجه الأرض لا يعرفه
هل تعرف كيف كانت آخر أيامه بعد أن قتل العالم الجليل سعيد بن جبير
كان يحلم أنه يسبح في أنهار من دم إلى أن مات
كان يردد :ما لي وسعيد ما لي وسعيد (لأنه دعا عليه قبل أن يموت)
أصابته بثرة في جسمه فظل يخور مثل الثور الهائج شهرا كاملا
لا يذوق طعاما ولا شرابا
وإذا قال لك أحد أنك ظالم مثل الحجاج بن يوسف
لا تستمع له لأنك اظلم منه
لكن أعلم أنك ستقابل ربك و سيحاسبك
ستكون وحدك دون حاشيتك و لا مرتزقتك
لن يحميك أحد فقد قال الله تعالى : (وكلهم أتيهم يوم القيامة فردا )
أنا سوري : لم أخرج إلا مطالبا بالحرية و الانسانية ، أن تجدد الخدمات
ان تختفي البطالة ،خرجت و العالم كله يعلم أني كنت مسالما
لكنهم قتلوني؟ بربكم ألم تتعلموا من أخطاء الشعوب السابقة
ألم تتعلموا أن القتل لا يزيد الامور إلا احتقانا
لماذا قتلتني
وأخيرا أسطر حروف كلمات من نور قالها الرسول صلى الله عليه و سلم
يحذر بها الولاه فقال : اللهم من ولي من أمر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه
ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به }
و قال صلى الله عليه وسلم : من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم
و خلتهم وفقرهم ،احتجب الله عنه دون حاجته و خلته وفقره
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول أنت ظالم
فقد تودع منهم )سقطت من عين الله
لكن أقول لكم يا مسلمون
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
يجب علينا جميعا أن نتوحد و نقف في صف واحد
يجب علينا أن نرفع أيدينا إلى الله ضارعين لينصرنا و يحفظ بلادنا