كان مساءًا مختلفًا ليس له شبيهًا في مساءات الصمت الكثيرة التي بدأت تتجذر في النفوس على مدار الأيام التي تعقبها الشهور وتليها السنين وهلما جرا...
صمت بألوان متعددة أصبح المحصول الرئيسي في بساتين الذل والهوان في حقول ارتأت الأهواء أن تسكن في كوخه المظلم وأن لا تخرج منه خوفًا وفزعًا من خفافيش الظلام ...
ذلك المساء أبى أن يكون في تلك الدائرة السوداء وأراد أن يتحرر إلى حلقات متعددة في جميع أرجاء المعمورة حتى تصل همساته لكل نفس ذات عزيمة جبارة ...
بدأ صوته يعلو من فوق جبال الكرامة حتى وصل صدى صوته لسماء الغروب التي أصرت فيه الشمس أن تشرق بذلك الصوت في الجزء الآخر من المعمورة ...
بدأ الصوت ينحر في جسد الصمت من أجل اراقة دماء الكلمات على جدران الظلام في مساء لم تغيب فيه شمس الحرية حتى أضاءت أمل الكرامة في كل بيت صامت..
حروف تلألأت حتى أنارت قلوب فقدت بريقها حتى زال ظلام الليل الأسود ونبتت معه أشجار العز وهتف الجميع بصوت واحد حرية حرية حرية ....