شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران
لقد أنعم الله علينا بمواسم الخيرات , ومنها شهر رمضان ..شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران..
ونحن بحاجة ماسة في هذا الوقت لشحذ الهمم والتهيئة أنفسنا للعبادة الصادقة لله على لوجه الذي يرضيه ,وينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات وأن يكون من السابقين إليها والمتنافسين فيها ,
قال الله تعالى(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
فلنحرص على استقبال هذا الضيف- رمضان- مثلما تستقبل ضيف عزيز بأبهى حُلة..
وإليكم بعض الطرق السليمة لاستقبال هذا لشهر,,,
الطريقة الأولى :
الدعاء ؛بأن يبلغك الله الشهر وأنت في صحة وعافية حتى تنشط في أداء العبادة من صيام وقيام
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان ستة أشهر ,ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل الله منهم.
كذلك أذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل(الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضى , ربي وربك الله )رواة الترمذي
بعدها ..الحمد والشكر على بلوغه , فكم أُناس صاموا العام الماضي والآن هم تحت التراب أسال الله أن يغفر لهم ويرحمهم .. وهنا يستحب أن تسجد لله سجود الشكر.. وإظهار مظاهر الفرح والابتهاج (مبارك عليكم الشهر)
الطريقة الثانية:
إخلاص النية لله تعالى هو روح الطاعات, ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات يقول ابن القيم –رحمه الله-
(وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته ...) بالعزم على ترك الآثام والسيئات , والتوبة الصادقة من جميع الذنوب ,فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟؟!!وقال تعالى(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
ثم بعد ذلك التهيئة النفسية والروحية وذلك بعدة طرق لتحمس وتحفر على استغلال هذا الشهر:
1-الاطلاع على الكتب و الموضوعات التي تخص رمضان من أحكام الصيام ,
2- معرفة خصائص وفضائل رمضان منها ,أن خلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.....ألخ
3-معرفة هدي الرسول صلى عليه وسلم في الإكثار من أنواع العبادات.
4-استشعار أن لله اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال ,قال صلى الله علية وسلم في الحديث لقدسي: (كل عمل ابن آدم لي إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) .
5-الاطلاع على ما ورد في الكتب حال الصحابة والتابعيين والسلف الصالح في رمضان فهي أكبر محفز للعلو الهمة.
6- وضع برنامج كامل وشامل لاستغلال أوقاته في رمضان ومجاهدة نفسه على الهوى ,,
مثل تخصيص ورد يومي بعد كل فريضة لقراءة القرآن حتى يتمكن من ختمه عدة مرات
كذلك الجلوس بعد صلاة الفجر في مصلاه حتى تطلع الشمس قال صلى الله عليه وسلم ك (من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين , كانت له حجة وعمرة تامة تامة تامة).).صححه الألباني.
وأيضا العمرة في رمضان من أجل الأعمال فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (عمرة في رمضان تعدل حجة) أخرجه البخاري ومسلم
والإكثار من إطعام الطعام والصدقات , وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلى أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.