بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
عن أمير المؤمنين سلام الله عليه: "عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع.... من قال به صدق ومن عمل به سبق".
وكما أن لكل شيء ربيعاً فربيع القرآن هوشهر رمضان ونحن مدعوون لموائد القرآن الكريم في هذا الشهر، (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان).
نحن مدعوون للاقتراب من القرآن ولاستلهام الرؤى منه، والتزود منه بما ينفعنا في حياتنا سواء على صعيدها الشخصي أو الصعيد العام،
ويتم ذلك بعدة خطوات:
أولاً :
تلاوة القرآن تلاوةً مشروطةً بالفهمِ أولاً ونعني به فهم عظمة هذا الكلام وعُلوه والتعظيم ثانياً، مستحضرين بذلك عظمة المتكلم، فليست قراءة القرآن كقراءة كتاب عادي بل أنت تقرأ كتاباً من لدن حكيم عليم، يشتمل على كلام إلهي وحديث رباني (لا يمسه إلاّ المطهرون).
ثانياً :
تدبر معاني القرآن الكريم، وهو أمر وراء التلاوة وفهم المعاني العامة، وقد قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفاله).
ويقول أمير المؤمنين سلام الله عليه: "لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها".
وتدبر معاني القرآن يعني محاولة القارئ تطبيق الآية على واقعه الشخصي أو محيطه الاجتماعي وذلك بأن يوازن بين خطه العام ومسيرته في الحياة مع خط القرآن الكريم ليستكشف بالتالي هل هما خطان متطابقان أم متقابلان؟
ثالثاً :
من الأمور المعيبة والتي تثير العجب أن يكون بعض المتدينين قد وصلوا إلى أرقى الشهادات العلمية في مختلف تخصصات العلم لكنهم يجهلون أغلب مفردات القرآن الكريم في معناها اللغوي أو سياق ورودها فضلاً عن أسباب النزول، أو التفسير أو....، فلماذا لا يحاول الواحد منا الاستفادة من هذا الشهر بقراءة تفسير مبسط يعتني بألفاظ القرآن الكريم من حيث المعنى وأسباب النزول؟
رابعاً :
إقامة المحافل القرآنية ودعوة الآخرين إليها وخصوصاً الأقربين، ولنجعل ساعة معينة من يومنا خلال هذا الشهر لنجلس فيها على مائدة القرآن يحف بنا أقرباؤنا ومن يعنينا أمره نتدارس القرآن تلاوة وحـفظـاً وتـدبراً وتفسيراً