قيم أخلاقية ولت عهدها في زمن معطياته الوفرة في المعلومات .. وفي سن السابع والثامن والتاسع بل اقل من ذلك يعرفون من الأسرار ما كانت محجوبة بالأعراف والتقاليد والدين والأخلاقيات .. خفايا كانت تحجب في ظلال الاستحياء والأدب .. أما هنا فالصغار يضحكون من جهل الكبار في أمور الكبار .. ويعلمون من الأفعال والأقوال ما يندي لها الجبين .. علوم لا تجوز إلا لمن يبلغ السنوات المؤهلة بالعقل والسيطرة على النفس .. ولكنهم تخطوا تلك المرحلة بمراحل عديدة في غياب وجهل الرقباء .. إذا افترضنا تواجد الرقباء من الأساس .. وهم من الذكاء والفطنة بذلك القدر الذي يظهرهم وكأنهم أبرياء براءة الملائكة .. ولكن بقليل من المسايرة ورفع الحصانة والتكلفة البينية إذا وثقوا في المتلقي يكشفون الكثير والكثير من الأسرار الخطيرة القاتلة .. وإذا تجرأت بالسؤال من أين لكم تلك المعلومات الوفيرة الخطيرة قالوا هناك عوالم المعلومات الوفيرة في الشبكة العنكبوتية .. وإذا حاججتهم بأن معظم تلك المواقع الإباحية الخطيرة محجوبة من معظم الدول الإسلامية والعربية ضحكوا كثيراً .. وأفادوا بأن ذلك أصبح من الماضي البعيد .. فهناك مئات المئات من البرامج التي تفك الحجاب وتفتح أعطى المواقع المحظورة .. وهم أي الأطفال يملكون من الحيل والبراعة ما يمكنهم من الدخول في معظم تلك المواقع المحظورة .. تلك المواقع الإباحية الخطيرة تفوق في عددها الملايين .. وفيها أفظع ما يتوقعه المرء من الموبقات والفواحش .. ممارسات جنسية حية بين الجنسين وبين المثليين وأكثر من ذلك بين الإنسان والحيوان .. وممارسات الجنس بين الأطفال .. والجنس بين الكبار مع الأطفال .. بل هناك مواقع وصلت بها الحال بتخصيص ممارسات الأقرباء والمحارم .. فهناك علاقات الابن مع الأم أو الأخ مع الأخت والعياذ بالله .. والكثير من تلك الصور والفيديوهات والمعلومات التي تقزز .. ولو شاهدها رقيب حريص لحطم تلك الأجهزة ورماها في النفايات .. ولكن يظن البعض بأن أطفالهم في مأمن حيث لا يملكون تلك الأجهزة .. ولا يدركون أن تلك المعلومات تتداول في سرية شديدة بين الصغار .. والذي يملك الجهاز ينقل الحدث والإثارات الفاحشة لمن لا يملكون الأجهزة . وبالتالي فهناك جيل الآن يعيش بيننا ويعلم من عيوب البشر ما يجهله الكبار .. أما الدول الإسلامية والعربية فقد اكتفت بوضع برامج حجب بدائية للغاية ثم ظنت أنها قد أدت الواجب .. في زمن فيه يتطور التكنولوجيا في كل لحظة .. والأعداء يترصدون للأمة ويجتهدون كثيراً في أفساد أجيالها بكل السبل .. فإذا رأيت البراءة في عين الصغار فلا تظن أنهم ما زالوا يحتفظون بتلك البراءة الفطرية .. بل هم يتعاملون ويتعايشون مع العصر بنفس الذهنية الحديثة .. أما الكبار فيدخلون في مسميات الخرد العاجزة التي فشلت في مسايرة ومواكبة العصر .