منتديات اونــــــــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اونــــــــار

منتدى يشمل جميع المواضيع في جميع المجالات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» هل تعلم ان المنتدى مراقب..
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 4:06 pm من طرف اونار اخوان

»  فالتظاهر بالسعاده متعب ومؤلم
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 4:03 pm من طرف اونار اخوان

»  للتذكرة أحباااااائي في الله •
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:59 pm من طرف اونار اخوان

» لا تبكي على الدنيا و ابكي على نفسك
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:53 pm من طرف اونار اخوان

» جمالك في أخلاقك وليس في مكياجك
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:52 pm من طرف اونار اخوان

»  همســــــــة....في أذن كل أنثى...!!!!
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:48 pm من طرف اونار اخوان

» مهما طال الليل فالنهار ات لا محال,عند حلول المصيبه انتى فى امتحان من الله عز وجل
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:45 pm من طرف اونار اخوان

» من , الذي , الضيف , جدة , هو , إكرامه
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:42 pm من طرف اونار اخوان

» دعية مستجابة باذن الله من دعى بها فرج الله همه
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:37 pm من طرف اونار اخوان


 

 سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اونار اخوان
Admin
Admin
اونار اخوان


عدد المساهمات : 776
تاريخ التسجيل : 17/05/2013
الموقع : اونار اخوان

سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Empty
مُساهمةموضوع: سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر    سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر   Emptyالأحد مايو 19, 2013 11:06 am

هي بالقطع أشجع إمرأه خلقها الله .لا أحد قبلها ولا أحد بعدها .. هي مصرية مصرية .. شربت من ماء النهر .. وشبت في بيت عز وجاه وسلطان .. هي بالقطع أكثر نساء الأرض صبراً وجلداً وتماسكاً .. وأكثرهن
حكمة وعقلاً ..في وقت ذهبت فيه الحكمة وضاقت فيه الصدور وضاع العقل وهرب المنطق .
وهي أعظم الأمهات في التاريخ كله .. لا أحد مثلها .. ولا أحد يقترب منها .. ولا حتى يتلمس خطاها .. فإن ما فعلته لا تقدر عليه قلوب النساء جميعاً من يوم ماهبطت أمنا حواء من الجنة حتي يومنا هذا .!!
وهي تتحمل إمرأة أيا كانت ما تحملته هي .؟
وهل يقدر قلب أم أينما وجدت ، وحينما عاشت في أي زمان وفي أي مكان وأي أوان ، علي خوض نهر المحن والمعاناة الذي خاضته راضية مرضية ..وعلي دخول نفق الوحشة والغربة والوحدة والاختبار العظيم الذي دخلته
دون أن يطرف لها جفن ، أو تدمع لها عين .. أو حتي تتراجع أو تصرخ بكل مافيها ألما ووجعا وأنينا .. ولكنها تقول عند كل محنة تقتحم حياتها تهد الجبال لا الإنسان : هذا أمر الله ..
ومـَن مـن نساء الأرض فى هذا الزمان الأغبر تتحمل أن يتركها زوجها مع رضيعها الصغير الذي لم يبلغ الفطام بعد .. في وسط صحراء قفر لا نبت فيها ولا ماء ولا نافخ نار .. ثم يدير لهما ظهره ويذهب إلي حال سبيله .؟
ومـَن من نساء الأرض في هذا الزمان الأعوج تتحمل ولو للحظة واحدة .. أن يأتي زوجها ليخبرها .. أو يخبرها كائن من كان غيره .. ولو كان الشيطان نفسه .. أن زوجها سوف يأخذ ابنها الوحيد لكي يذبحه .؟!
وعندما تسأل : لماذا .؟
يجئ الجواب : إنه أمر الله
أي أم فى هذه الدنيا ..ماذا سيكون جوابها .. وكيف يكون ردها .؟
مهما كانت درجة تحضرها وتنورها ومهما كانت درجة جهلها وجهالتها ..فإنها سوف تقيم الدنيا ولا تقعدها وتحل شعرها وتجري في الشوارع كالمجنونة ..وتصرخ وتولول وتنوح وقد تلطم خدودها وتقطع ثيابها وتضرب الأرض
بقديمها وتلم علي زوجها أمة لا إله إلا الله .. وتهجم عليه كالنمرة الجريحة لتخلص وحيدها من بين يديه .. وهي تقذفه بألسنة حداد .. وتتهمه بالجنون والخبل والبله والعياذ بالله .!!
وقد تسقط مغشياً عليها فوق الأرض لا ترد ولا تصد ولا تنطق حرفاً من هول المفاجأة .. وعندما تفيق تجري علي جهاز التليفون لكي تطلب مستشفي المجاذيب وتبلغهم عن إسم زوجها وعنوانه .!
لكن هذه الأم النورانية عبرت كل هذه المحن والاختبارات الربانية بهدوء تنحني له الرؤوس وبرباطة جأش يشيب لها الولدان قبل الأوان .
هل عرفتم من هي .؟
إنها أمنا هاجر أم العرب أجمعين وزوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وأم ولده إسماعيل عليه السلام الذي جاء من نسله الكريم أكرم خلق الله نبي الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
إليكم السيناريو المثير للكاتب الإسلامي الكبير :/ عبدالحميد جودة السحار ..
كلف المصريون بالنواح منذ راحت إيزيس تبكي حبيبها أوزوريس في طول البلاد وعرضها وهي تنقب عنه بعد أن غدر به أخوه " ست " فراحت هاجر تذرف الدمع السخين علي أميرها وحبيبها الذي قضت الأيام دون أن تراه
أو تبلغها أنباؤه ..
المعركة دائرة هناك بينه وبين الهكسوس علي الحدود الشمالية في حصن الجدار الأبيض ، تري لمن يكتب النصر .؟
أينتصر زوجها أمير منف صاحب الحق الشرعي أم ينتصر الظلم والطغيان .؟
أينتصر "ست" الشرير علي "بتاح" الصانع الأعظم الذي خلق العالم ، قلب الآلهة ولسانهم .؟
رفعت الأميرة هاجر عينيها إلي السماء فرأت الشمس ترسل نورها إلي الكون كما اعتادت أن تراها منذ فتحت عينيها علي الدنيا .. لا أثر فيها لهزيمة ولا يبدو عليها الانكسار ..إنها متألقه كأشد مايكون التألق .
فهبت هاجر منتصبة وصوت يدوي في جنباتها :
- أوهام .!
ونظرت نحو الغرب حيث هرم سقارة ومقابر العظماء ..السكون يلف كل شئ لا حركة ولا نأمة ..ان أصحاب هذه القبور قد أوقفوا الضياع ومحاصيلها لتقيهم في قبورهم شر الجوع والعطش والبرد ، وعينوا الكهنة
لتلاوة الصلوات ليسعدوا في الحياة الأخري ، وهاهي ذي أوقافم قد ذابت والكهنة قد كفوا عن الصلاة وقبورهم موحشة وحشة الموت .
أحست هاجر أنها تتمزق ورا يدوي صوت في جنباتها :
- أوهام .!
وتذكرت الأحاديث الطويلة التي كانت تدور بينها وبين وصيفتها .!
كانت كلها تدور حول الموت وما بعد الموت والحياة الأخري .. كانت أمنيتها أن تدفن في أبيدوس حيث مقبرة أوزوريس إله العالم السفلي ، وقد أوصت وصيفتها إن تعذر دفنها هناك أن تقيم لوحاً حجرياً في رحاب قبر
أوزوريس حتي يقبلها السيد أبيدوس في مملكته السعيدة ..
وأحست هاجر أنها تتمزق وأن الشك يكاد يقتلها وراح صوت يدوي في جنباتها :
- أوهام .. محض أوهام ..

وراحت تقلب وجهها في السماء والشجر والزرع والطير فإذا بها تحس لأول مرة حقيقة طاما سمعتها من الكهان .. إن الإله يحل في كل شئ : في الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب والطير وفي كل ذات كبد رطبة
إنه في كل الناس إنه فيك ..يسري مسري الدم .
وإرتقع صوت بالغناء كان أقرب إلي العويل فأصاغت السمع :
إن المقدر الجميل قد وقع تمضي الأجيال فتفني أجساد ..وتبقي أخري .. كان ذلك منذ عهد الأجداد الآلهة الذين وجدوا في غابر الزمان يستقرون في أهرامهم وكذلك الأشراف والمبجلون قد رحلوا ودفنوا في أهرامهم ..
أولئك الذين بنوا مزارات لقبورهم وشيدوا الدور لم يعد لديارهم وجود ..
ماذا حدث لهم ..؟
لقد سمعت كلمات " أمحتب " و " حردادف " وهما من يترنم الناس بأقوالهما في كل مكان ..
كيف حال ديارهما ..؟
تهدمت جدرانها .. لم يعد لديارهما وجود كأن لم تغن بالأمس لا أحد يأتي من هناك ليحدثنا عن حال من رحلوا ولا يخبرنا عن مآلهم .. حتي تطمئن قلوبنا إلي أن نرحل إلي هناك .. إلي حيث قد رحلوا شجع فؤادك علي ان
ينسي ذلك ومتع نفسك باتباع رغبتك وأنت علي قيد الحياة ، وضع الطيب علي رأسك وارتد ملابسك من الكتان الرقيق وضخمها بالعطور العجيبة ، فهذه أشياء الإله الأصيلة و زد كثيراً في مسراتك ولا تجعلن قلبك يبتئس
واتبع ماتشتهي وما يطيب لك ، فهذه شئونك علي الأرض حسبما يمليه عليك قلبك إلي أن يأتي يوم مغيبك وسمعت هاجر ضجة وصراخاً وعويلاً وصيحات وجلبة ، فدق قلبها رعباً ..ان ما تسمعه نذير قتال عند أبواب القصر يدور
ولم تفكر في الفرار ..
وجاءت الوصيفة من أقصي القصر تسعي وقد اتسعت عيناها رعباً تنتفض كحمامة وتقول وهي خائفة تترقب :
- الهكسوس ... الهكسوس ...
ثم فرت لا تلوي علي شئ .. وسارت هاجر صوب الجلبة وهي مأخوذة حزينة حتي الموت فقد أبغضت الحياة وكرهت الناس وامتلأ قلبها مقتاً لآلهتها جميعاً أولئك الذين تخلوا عنهم ومكنوا الآسيويين منهم ..
وتراءي لها جنود الهكسوس وهم يتقدمون منها وقد ثبتوا أنظارهم علي ثعبان الأريوس المقدس الذي يزين رأسها وصاح صائح منهم :
- الأميرة ... الأميرة ...
وأطبقوا عليها وأخذوها أسيرة وسارت بينهم مطأطأة الرأس كسيرة الفؤاد فلقد كتب عليها الهوان وأصبحت جارية ذليلة .. وأصدر قائد الحملة أوامره بإرسالها فيما أرسل من غنائم وأسلاب وأسري إلي " أواريس " إلي البيت
الكبير ، وإلي الباب العالي ، وإلي الملك ووقعت عيناها علي القصر وعلي العرش العظيم وعلي معبد " بتاح " فغامت مآقيها بالدموع ، إنها تودع منف مخازن الغلال المقدسة الوداع الأخير ..
وإنطلقت قافلة اليأس بين الحقول إلي المجهول .. وجاشت العواطف في صدر هاجر وودت لو تبكي حتي تتصدع كبدها من البكاء لتنفس عن الحزن الذي يضيق أنفاسها .. ودخلت مدينة أواريس يتألق علي رأسها تاج الوجهين
البحري والقبلي وقد أحاط بها جنود الهكسوس ..
كانت شابة سمراء جميلة لم تتجاوز الخامسة والعشرين زادها جمالاً مسحة الأسي التي ارتسمت علي وحهها النبيل وأنفها الشامخ وجبينها المرفوع ..
كانت أواريس مدينة حديثة قامت فيها مسلات وتماثيل وحدائق وقصور ومعابد شامخة ومقابر هائلة ، إلا أنها كانت حديثة عهد بالنعمة ..أين هي من منف العريقة .. منف المقدسة .. منف درة الآلهة ومخازن غلالهم .؟
وهان القوم في عينيها .. أين هم منها .؟ انها من الناس وهم ليسوا ناساً .. إنها من نسل الآلهة وهم من نسل أعداء الآلهة .. إنها من بيت الملك المقدس وهم من الأفاقين الرعاة المغتصبين ..
ودخلت علي الملك وعلي رأسها التاج وبين جوانحها ثورة عارمة ، وخرجت من عنده وقد نزع عنها التاج ونزل في قلبها يأس مرير .. قال لها الملك في قسوة أن أميرها وحبيبها قتل ، لقي مصرعه علي أيدي جنوده
وقهقه قهقه وهو يقول ان هذا مصير كل من يقف في سبيله ..وقالت له انه قاس مثل إلهه " ست " ..يحب سفك الدماء كحب إلهه سفكها وسيلته الغدر كما هي وسيلة إلهه ، فإن زوجها سيقوم من الأموات كما قام أوزوريس
وسينتقم منه ومن كل من اشترك في سفك دمه ..وتلقفتها رئيسة الحبيسات وانطلقت بها إلي الحريم لتكون محظية .. وسارت هاجر معها مطرقة الرأس كسيرة الفؤاد وشغلت عن كل ما حولها بصوت المغني الذي كان ينوح في جنباتها
اصغ .!
لم يأخذ إنسان متاعه معه .. وما من أحد ممن ذهبوا يعود ..ولأول مرة انهمرت من ماقيها الدموع .. ودخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها فخيل إليها أن باب حياتها قد اقفل عليها ، انتهت أيام منف ولياليها وانقضت أيام عزها وسلطانها
ومضت أيام مجدها كأمس الدابر ، تلاشي كل شئ كما يمضي الحلم الجميل ...
لنترك أمنا هاجر بعد أن أصبحت جارية في قصر فرعون ولنذهب سريعاً في رحلة بالجمال أو علي ظهور الخيل إلي فلسطين حيث يعيش سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته سارة أجمل جميلات عصرها وقد ورث الحسن عنها
حفيدها سيدنا يوسف عليه السلام الذي فتنت به امرأة العزيز وقالت عنه صويحباتها :" حاشا لله ما هذا بشراً .." ..
ولأن الله هو وحده علام الغيوب ..فقد أوحي لسيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسافر في أرض الله يدعو للاله الواحد الأحد ولدين الإسلام ..
وشد سيدنا إبراهيم المسافر إلي الله رحاله مع زوجته سارة إلي أرض مصر .. وكانت أيامها تحت حكم ملوك الهكسوس الذي استمر مابين 188 سنه و 350 سنه في قول آخر ..
وذهب سيدنا إبراهيم إلي ملك الهكسوس ودار بينهما حوار طويل .. حوار بين نبي الله وملك يعبد الأصنام .. ورغم إعجاب الملك بما يقوله سيدنا إبراهيم عليه السلام وما يسوقه من حجج وبراهين علي وجود الله الواحد الأحد
إلا أن الملك لم يسلم .. واكتفي بأن أكرم وفادة إبراهيم وزوجه ساره ومنحهما الهدايا ومعها السيدة هاجر جارية لسارة التي اعجب بها الملك لجمالها ..ولكن الله حفظها منه وحماها من نياته الخبيثة .!
وشدت هاجر رحالها بعد ان فك أسرها كجارية في قصر الملك في أواريس وأصبحت الآن في رحاب نبي ....
حتي الآن لم يكن هناك أي تفكير في زواج سيدنا إبراهيم بأمنا هاجر .. فكيف تزوجها إذن وهو زوج أمنا سارة ..؟
كانت الليلة مقمرة والقمر بدراً في كبد السماء والصحراء لا حدود لها بحر بلا آخر من الرمال وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام جالساً قبالة خيمته يتأمل خلق الله ويسبح بحمده ويدعو الله أن يرزقه الخلف الصالح فقد بلغ من العمر عتياً وامرأته عاقر لا تلد
وتسللت من خلفه أمنا سارة تاركة جاريتها هاجر نائمة في خيمتها وجلست إلي جواره ..قالت له : أعرف فيما تفكر ياإبراهيم .!
قال : فيما أفكر ياسارة .؟
قالت : في ولد يخلفك في الرسالة .. ويضئ عليك حياتك ويكون سنداً وعوناً وذراعاً ..سكت إبراهيم .. ووجهه سابح في ملكوت الله وضوء القمر يملأ الأرض بالنور .. تابعت أمنا سارة حديثها : لم لا تتزوج .؟
قال : إمرأة أخري غيرك .؟
قالت : نعم .
سألها : من .؟
قالت : دعني أخطب لك ..
قال : أخشي أن تتملكك الغيرة بعد ذلك ..
قالت : لن يحدث .. أريد أن أري لك ولداً يملأ علينا الدار والدنيا والحياة كلها ..
قال: لنترك هذا الأمر الآن ..
قالت : بل الساعة أوانه .. وقد خطبت لك بالفعل ..
سألها : مـن .؟
قالت : هاجر ..
قال : جاريتك .؟
قالت : نعم .. فهي صغيرة لم تتعد الخامسة والعشرين جميلة من بيت أصل وحسب ..
قال إبراهيم عليه السلام وقد بدأ يلين : أخشي ..
قالت : هذا قراري وسأتحمله إلي النهاية ..
وهكذا تزوج سيدنا إبراهيم من هاجر التي قالت عنها التوراة : " مالك ياهاجر ألا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو ، قومي واحملي الغلام وشدي يدك به ، لأني سأجعله أمة عظيمة " ..
* من هو الغلام هنا .؟
- إنه سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي أنجبته هاجر من صلب سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء .. وقد كافأ الله أمنا سارة بولد جميل مثلها وهو إسحق وهي في التسعين من عمرها .. ولكنها قالت من دهشتها عندما
سمعت الملائكة تبشرها بمولود جديد : ياويلتي أألد وأنا عجوزوهذا بعلي شيخاً ..إن هذا لشئ عجيب .. قالوا أتعجبين من أمر الله .. رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ..
ولكن المرأة هي المرأة في كل زمان وفي كل مكان ..تملكتها غربان الغيرة وراحت تنهش في صدرها فنادت زوجها إبراهيم وقالت له بغضب : اطرد هذه الجارية وابنها ..
قال سيدنا إبراهيم : لم .؟
قالت سارة : ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحق ..
ساء إبراهيم ما سمع وأحس مرارة ، فما كان يظن أن الأمر يصل إلي أن تطلب سارة اخراج هاجر وابنها من الشام وفيما هو في حزنه وتفكيره أوحي الله إليه أن استمع إلي سارة ولا تحزن علي إسماعيل وأمه
واخرج بابنك فسأباركه وأجعله أمة عظيمة .. ونعتقد أن هذه القصة موضوعة .. ان تأمل شخصية إبراهيم يقطع بأنه لم يكن يتلقي أوامره من أحد غير الله ..
لا نحسب أنه كان يلتفت لمشاعر الغيرة الأنثوية ولا نحسب أنه كان يتصرف بشكل يثير هذه المشاعر ولا نحسب شخصية سارة نفسها كانت تدور حول ذاتها أنانية .. لقد زوجته من جاريتها هاجر لينجب كانت
تعلم أنها عجوز عقيم .. زوجته بنفسها وقامت علي خدمته ومنحت كل وجودها لرجل ليس في قلبه مكان لحب أحد غير حب خالقه ..
نستبعد ان تكون سارة مسئولة عن رحلة إسماعيل وأمه إلي الجزيرة العربية ..
قال الله تعالي عن سارة وهاجر : " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " ..
ليس الأمر غيرة نسائية ..انما هو تكليف إلهي أخفيت حكمته ولعل سارة دهشت أكثر مما دهشت هاجر حين أمرها إبراهيم أن تحمل ابنها إسماعيل وتتبعه ..
- إلي أين يا إبراهيم .؟
ربما تساءلت هاجر في البداية وربما تساءلت سارة هي الأخري .. صمت إبراهيم فصمتت المرأتان ..
ثمة حكمة خفية لا يريد إبراهيم أن يفصح عنها .. لم يفصح له الله عنها فهو لا يدري مثلهما واذن فهما تصمتان بأدب زوجات الأنبياء ..
نزل خليل الله وهاجر وإسماعيل بواد غير ذي زرع يطل عليه جبل قبيس ، لا ماء ولا شجر ولا دوحة ولا ظل ولا أنفاس حياة لم يكن بالوادي أحد إلا الله والذين أمر بخروجهم ليعلي كلمته ويتم نوره ..
ونظر إبراهيم فإذا بربوة انها بيت الله المحرم قد أتي عليه الطوفان فأنزل هاجر وإسماعيل فوق الربوة وراح يصنع لهما سكناً .. ومكث إبراهيم معهما ماشاء الله له أن يمكث ثم وضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاة فيها ماء وذهب منطلقا
فتبعته هاجر وقالت : ياابراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شئ .؟
وسار إبراهيم لا يلتفت إليها انه يوسع من خطوه فقلبه يكاد ينفطر ..ان الله وهب له إسماعيل علي الكبر وها هو ذا الله يأمره أن يتركه في هذه الفلاة التي لا يطير في سمائها طير ويدب علي أرضها إنس ولا حيوان ولا ينبت فيها زرع
ولا يحلب فيها ضرع ..إن الله قد ابتلاه فصبر علي ما أصابه إن ذلك من عزم الأمور ..
وراحت هاجر تهرول خلفه وتقول : ياابراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شئ .؟
ولم يحر إبراهيم جوابا فهو ذاهب إلي الله وانه يتركها لله لتتحقق مشيئته إن الله فعال لما يريد .. وجعل إبراهيم لا يلتفت إليها حتي إذا ما عاد نور الله إلي فؤادها قالت : الله امرك بهذا .؟
قال : نعم ..
فاطمأن قلب هاجر إن كان الله قد أمره بأن يحملها هي وابنها إلي هذا الوادي فإن الله يريد ان يتم نعمته عليها وعلي ابنها فقالت في ثقة : فإذن لا يضيعنا ..
وذهب عنها الروع وعادت إلي العريش مرفوعة الرأس لم تذرف دمعة ولم ترتعد فرائصها من الخوف ..
وانطلق إبراهيم حتي إذا كان عند الثنية حيث لا يريانه استقبل بوجهه إلي البيت ورفع يديه وقال : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم
الثمرات لعلهم يشكرون ."..
وجلست هاجر ترضع ابنها وتمد عينيها إلي ماحولها ..كانت الجبال تطل عليها من كل مكان ، جبل قبيس ..الصفا ..المروة ..السماء فوقها ..والأرض حولها ماجت ببحار من الرمال ..
إن كان الله قد جاء بها من قصور مصر إلي هذا الوادي المقدس فإنه أراد أن يشرفها وأن يحقق ماوعدها به ، أن يكون ماشاء الله ..إن الله فعال لما يريد ..
وإن كانت نشأت في القصور فما ذلك إلا لتتعلم كيف تربي ابنها الذي اصطفاه الله ليكون أبا لأمة عظيمة .. وإن كانت وقعت في الأسر وتحملت الشدائد فما ذلك إلا لتعلم ابنها كيف يصبر علي الشدائد ..ان الله قد كيف حياتهالتنهض
بعبء عظيم عبء تنشئة إسما عيل ..
وراحت هاجر تأكل من جراب التمر وتشرب من الماء حتي إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وراح يتلبط ..
نظرت إليه وهو يتلوي من العطش فأحست نياط قلبها تتمزق وكاد عقلها يطيش إنها لا تستطيع ان تنظر إلي حبيبها وهو يبكي من الألم ان كبدها تكاد تنفطر ..
وجعلت تتلفت فوجدت الصفا أقرب جبل إيها هرعت إليه وقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل تري أحداً ؟ فلم تر أحداً ..فهبطت من الصفا حتي إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتي جاوزت
الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل تري أحداً .؟
وراحت تسعي بين اوالمروة سبع مرات تتلهف علي رؤية أحد ينقذ ابنها من الموت عطشاً .. وما دار بخلدها في تلك اللحظة التي استولي عليها فيها الجزع أن ملايين المؤمنين علي مر السنين سيسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواط تخليدا
لذكري ماكان في ذلك السعي من بركة .. ولما أشرفت علي المروة سمعت صوتاً فقالت : صــه .!!
تريد نفسها ثم أصاغت السمع فسمعت الصوت أيضاً فانطلقت إلي حيث كان ابنها فإذا بالماء قد ظهر عند قدميه فجعلت تخوضه في فرح وتغرف الماء في سقاتها .. وشربت وأرضعت ولدها وإذا بالملك عند زمزم فقال لها : لا تخافي الضيعة
فإن هذا بيت الله الحرام يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وتهللت هاجر بفرح فياض فقد حملها الله إلي بيته الحرام إلي بيته المبارك الذي سيبنيه ابنها وخليل الرحمن إنها تعيش في البقعه الطاهرة في الأرض التي بارك الله فيها العالمين ..
وجاء الاختبار الأعظم ..
للأب إبراهيم والأم هاجر وللإبن إسماعيل .. وياله من اختبار ..جاء أمر الله ..إذبح ابنك ياإبراهيم ... أي إبتلاء هذا ..؟
وأصبح وهو حزين وإن عزم علي أن يذبح ابنة البكر إسماعيل قرباناً إلي الله ..إنا لله وإنا إليه راجعون .. وصلي بالناس الفجر كأعجل مايصلي أحداً من الناس ثم أفاض بالناس إلي مني ..
ونظر إبراهيم فإذا جبل ثبير فدنا من إسماعيل وقال : يابني خذ الحبل والمدية وانطلق بنا إلي هذا الشعب لنحطب أهلك منه ..
وانطلق إبراهيم وهو واله حزين تكاد كبده تنفطر وغص حلقه .. ونزل بروحه حزن ثقيل ودنا منه رجل وقال : أين تريد أيها الشيخ .؟
فالتفت إبراهيم إلي جبل ثبير وقال : أريد هذا الشعب لحاجة لي فيه .
والله إني لأري الشيطان جاءك في منامك يذبح ابنك هذا فأنت تريد ذبحه.. وعرفه إبراهيم فقال له : إليك عني أي عدو الله فوالله لأمضين لأمر ربي .. ورجمه بسبع حصيات حتي ذهب ..
ويئس عدو الله إبليس من إبراهيم فذهب إلي إسماعيل فاعترضه وهو وراء إبراهيم يحمل الحبل والشفرة فقال : هل تدري أين يذهب بك أبوك .؟
يحطب أهلنا من هذا الشعب .. والله ما يريد إلا أن يذبحك ..
- لم ...؟
- زعم أن ربه أمره بذلك ..
فقال إسماعيل في إيمان : فليفعل ما أمره به ربه فسمعاً وطاعة ورجمه بسبع حصيات حتي ذهب ..
- أين كانت أمنا هاجر .؟
لقد ذهب إليها إبليس وقال لها : يا أم إسماعيل هل تدرين أين ذهب إبراهيم بإسماعيل .؟
- ذهب به يحطبنا من هذا الشعب ..
- ماذهب إلا ليذبحه ..
- كلا هو أرحم به وأشد حباً له من ذلك ..
- إنه يزعم أن الله أمره بذلك ..
- إن كان ربه أمره بذلك فتسليماً لأمر الله ..
ولم يذهب إلا بعد أن رجمته بسبع حصيات ..
وإنطلق إبراهيم إلي ثبير واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم فلما خلا بإبنه في الشعب قال وهو يكاد ينوء من الحزن : " يابني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري "..
قال إسماعيل : " يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " ..
ووقف إبراهيم وقد شرد بصره وخفق قلبه بين جنبيه في شدة يستجمع كل إيمانه ويستعين بالله علي ذلك البلاء العظيم فالأرض تزلزل تحت قدميه والجبال تتراقص ومني يخيم عليها وجوم .. وقال إسماعيل :
- يا أبت إن أردت ذبحي فاشدد رباطي لا يصبك مني شئفينقص أجري فإن الموت شديد وإني لا آمن ان اضطرب عنده إذا وجدت مسه واشحذ شفرتك حتي تجهز علي فتريحني وإذا أنت اضعجتني لتذبحني
فكيني لوجهي علي جبيني ولا تضجعني لشقي فإني أخشي إن أنت نظرت في وجهي أن تدركك رأفة تحول بينك وبين أمر الله في .. وإن رأيت أن ترد قميصي علي أمي فإنه عسي أن يكون هذا أسلي لها عني فأفعل
وكان إبراهيم يصغي إلي إسماعيل وهو في ذهول فلم يجزع إسماعيل ولم يبك بل هو يخاف أن ينقص أجره يخاف أن تدرك أباه رأفة فينكص عن أمر الله إن إسماعيل صابر لأمر ربه فقال إبراهيم :
- نعم العون أنت يابني علي أمر الله ..
فلما أسلما وتله للجبين .. ناداه ربه أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفداه الله بذبح عظيم ..
فأكب إبراهيم علي إسماعيل يقبله والدموع تغسل لحيته ويقول :
- يابني اليوم وهبت لي سلام علي إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ..
- هل هناك إمرأة مثل أمنا هاجر ..؟
سلام عليك ياهاجر يا أشجع نساء الأرض
وسلام عليك ياإبراهيم وسلام عليك ياإسماعيل وسلام عليك ياسارة ..
لقد صدق وعد الله وخرج من صلبكم أمه عظيمة فيهم الأنبياء والصالحون والأسباط .. فقد أنجب سيدنا إبراهيم طوال عمره المائة والخمسة والسبعين ثلاثة عشر ابنا بما فيهم إسماعيل وإسحق وقد أنجب إسماعيل أحد عشر ابنا آخرين ومن نسلة
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأنجب إسحق إثنين العيسو ويعقوب الذي أنجب اثني عشر ابنا هم الذين يحملون لقب الأسباط ومن نسلة جاء موسي ويوسف وعيسي عليهم السلام وقد عاش سيدنا إبراهيم حتي رأي من أحفاده خمسين رجلاً حملوا
الرسالة من بعده .....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awnar.7olm.org
 
سـلام عـلـيـك يـا هـاجــر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اونــــــــار :: الاقسام الثقافيه :: قسم الشخصيات التاريخية-
انتقل الى: