منتديات اونــــــــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اونــــــــار

منتدى يشمل جميع المواضيع في جميع المجالات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» هل تعلم ان المنتدى مراقب..
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 4:06 pm من طرف اونار اخوان

»  فالتظاهر بالسعاده متعب ومؤلم
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 4:03 pm من طرف اونار اخوان

»  للتذكرة أحباااااائي في الله •
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:59 pm من طرف اونار اخوان

» لا تبكي على الدنيا و ابكي على نفسك
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:53 pm من طرف اونار اخوان

» جمالك في أخلاقك وليس في مكياجك
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:52 pm من طرف اونار اخوان

»  همســــــــة....في أذن كل أنثى...!!!!
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:48 pm من طرف اونار اخوان

» مهما طال الليل فالنهار ات لا محال,عند حلول المصيبه انتى فى امتحان من الله عز وجل
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:45 pm من طرف اونار اخوان

» من , الذي , الضيف , جدة , هو , إكرامه
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:42 pm من طرف اونار اخوان

» دعية مستجابة باذن الله من دعى بها فرج الله همه
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالإثنين مارس 31, 2014 3:37 pm من طرف اونار اخوان


 

 اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اونار اخوان
Admin
Admin
اونار اخوان


عدد المساهمات : 776
تاريخ التسجيل : 17/05/2013
الموقع : اونار اخوان

اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Empty
مُساهمةموضوع: اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا    اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا  Emptyالأربعاء مارس 12, 2014 4:52 am


وَفَاءُ و رَبَابُ جارتان وصديقتان .
قَرَّرَتا ذاتَ يَومٍ حُضُورَ أحَدِ دُروسِ العِلمِ بأحَدِ المَساجِدِ .
واتَّفَقَتَا على الذّهابِ سَوِيًّا .
وبالفِعل خَرَجَت وفاءُ وربابُ مِن بَيْتَيْهِما ،
وكان أمامها طريقانِ يُؤدِّيَانِ للمَسجِدِ .

قالت وفاء : سنسيرُ في هذا الطريقِ ، فهُوَ طَريقٌ مُمَهَّدٌ ،
وسنصِلُ إذا سلكنَاه للمَسجِدِ بسُرعة ، ولن نتأخَّرَ على الدَّرس .

قالت رباب : بل سنسيرُ في هذا الطريقِ ، فهُوَ الأقربُ برأيي .

وفاء : لَكِنَّهُ طَريقٌ غيرُ مُمَهَّدٍ ، والسَّيْرُ فيه مُتعِبٌ للأقدامِ ،
وسنتأخَّرُ على الدَّرسِ إذا سلكناه ، هذا الطريقُ هو الأفضل .

رباب : بل هذا هو الطريقُ الأفضل .

وفاء : أنا جَرَّبتُ الطريقين ، وسِرتُ فيهما ، ورأيتُ أنَّ هذا
هو الأفضل والأيسر والأكثر أمانًا ، فاسلكيهِ مَعي يا صديقتي .

رباب : لا ، بل اسلكيه وَحدَكِ ، سأسيرُ في طريقي هذا ، وإنْ كُنتُ وَحدي .

وفاء : بل كُوني مَعي حبيبتي ، فإنَّما يأكُلُ الذِّئبُ مِنَ الغَنَمِ القاصِيَة .

رباب : مَعي اللهُ ، فلا عليكِ . فدائمًا ما تفرضينَ رأيَكِ ، ولا تقبلينَ لِي قولاً .

وفاء : مُذْ مَتَى فَرضتُ رأيي عليكِ ؟! تعلمين جَيدًا أنَّنا
نتشاورُ دائمًا في كُلِّ شئٍ . وتعلمينَ أنِّي لا أفعلُ شيئًا
يَخُصُّنا إلَّا بعدَ الرجوعِ إليكِ ، والاتِّفاقِ معكِ . فكُوني
مُنصِفةً يا صَديقتي ، ولا تمنحي الشيطانَ فُرصةَ الإيقاعِ
بيننا .

رباب : اسمعي يا وفاء ، أنتِ إنسانةٌ تُحِبِّينَ فَرضَ
شخصِيَتِكِ وآراءَكِ على الآخَرينَ ، ولا تقبلينَ نُصحًا ولا
تَوجِيهًا ولا رأيًا مِن أحد . تَرَينَ نَفْسَكِ الأفضلَ دائِمًا ،
والأحسنَ أُسلوبًا ، والأجملَ أخلاقًا ، ولا تحترمينَ غَيْرَكِ .
حتَّى صديقاتُكِ تنظُرينَ إليهِنَّ على أنَّهُنَّ أقلُّ مِنكِ شأنًا .
فلا تَظُنِّي أنِّي سأرضَخُ لكِ طُولَ الوقتِ ، أو سأُطيعُكِ
طاعةً عَمياءَ في كُلِّ شئٍ . لقد آنَ الأوانُ لأن أُفِيقَ مِن
غَفْلَتِي ، ومِنَ السَّكرةِ التي أوقعتيني فيها . لن أقبلَ لكِ
قولاً بعد اليوم . فافعلي ما شِئتِ بعيدًا عَنِّي .

وفاء : ماذا جَرَى يا صَديقتي ؟! ألِهَذه الدرجةِ ما عُدتِ
تُطيقيني ؟! أتحملينَ كُلَّ هذا في نَفْسِكِ مِن ناحيتي ؟!
أهذه نَظرَتُكِ إليَّ ؟! أظُنُّكِ تتحَدَّثينَ عن شخصيَّةٍ أُخرَى
غيري ، فلَستُ كما وصفتيني أبدًا ، وتعلمينَ ذلك جَيِّدًا .

رباب : اذهبي ، اذهبي ، سِيري في الطَّريقِ الذي اخترتيه ،
وسأسيرُ في طَريقي . لا أُريدُكِ مَعي .

وفاء : انتظري يا صَديقتي .

رباب : لا أُريدُ التَّأخُّرَ أكثرَ مِن ذلك . انسيني ، واذهبي .

وفاء : اللهُ المُستعان !

وسارت كُلٌّ مِنهما في طَريق .


حبيبتي في الله ، هل مَرَّ بِكِ مَوقِفٌ كهذا ؟
رُبَّما مَرَّت بِنا مَواقِفُ كَثيرةٌ مُشابِهَةٌ .
لكنْ كيف كانت تَصَرُّفاتُنا فيها ؟!
كيف كانت رُدودُ أفعالِنا ؟!
وماذا كانت النتيجةُ ؟!

رُبَّما تَسَرَّعنا في بعضِ الأحيانِ ، وأسأنا الظَّنَّ ببعضِنا ،
وخَطَّأَ كُلٌّ مِنَّا الآخَرَ ، كما فعلت رباب .

والحقيقةُ التي يَجهلُها أو يتجاهلُها الكثيرُ ؛ هِيَ أنَّ
الاختلافَ بين البَشَرِ هو سُنَّةٌ مِن سُنَنِ الحياةِ .
فلا تكادِينَ تَرَيْنَ شَخصين مُتَّفِقَيْنِ في كُلِّ شئ .
والعاقِلُ مَن يَفهَمُ هذا ، ولا يَصطَنِعُ مِن كُلِّ مَوقِفٍ
يَمُرُّ به مُشكِلَةً ، قد تُفسِدُ بينه وبين إخوانِهِ
وأحبابِهِ وأصحابِهِ .

ولتتأمَّلي حبيبتي في اللهِ في سيرةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم . ستجدينَ خِلافاتٍ في الرأي بينه وبين
أزواجِهِ وأصحابِهِ ، ومع ذلك لم يَختصِم معهم ، ولم
يَهجُرهُم ، أو يَمتنِع عن الحَديثِ معهم ، ولم يُخَطِّئهم
ويُظهِر عَيْبَهم أمام النَّاسِ .

ولتنظري إليه – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – في صُلحِ الحُدَيْبِيَة ،
حين اختلفَ معه أصحابُه (( ... فجاء سُهَيْل بن عَمرو ،
فقال : هاتِ اكتُب بيننا وبينكم كِتابًا ، فدعا النبيُّ - صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم - الكَاتِبَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) . قال سُهَيْل : أمَّا
الرَّحمَن فواللهِ مَا أدري ما هو ، ولكنْ اكتُب : باسمِكَ اللهم ،
كما كُنتَ تكتُب ، فقال المُسلِمون : واللهِ لا نكتُبها إلَّا بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
( اكتُب باسمِكَ اللهم ) ... )) وفيه : (( ... فقال سُهَيْلُ :
وعلى أنَّه لا يأتيكَ مِنَّا رَجُلٌ ، وإن كان على دِينِكَ إلَّا رَددتَه
إلينا . قال المُسلِمُونَ : سُبحانَ الله ، كيف يُرَدُّ إلى المُشركين
وقد جاء مُسلِمًا )) رواه البُخاريُّ .
فقد اختلف الصّحابةُ هُنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم ، فلم يُعَنِّفهم ، ولم يَهجُرهم أو يُخاصمهم ، وإنْ
كانوا قد امتثلوا أمرَه بعد ذلك ، فقد أُمِرُوا بطاعتِهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم .

وكان بين الصّحابةِ خِلافاتٌ في أمورٍ كثيرةٍ ، أكبر مِنَ
الخِلافاتِ التي بينَكِ وبين أُختِكِ في الله ، ومع ذلك كانوا
على تواصُلٍ وتَوادٍّ وحُبٍّ ؛ لأنَّهم اجتمعوا على طاعةِ اللهِ
عَزَّ وجلَّ ، وعلى الحُبِّ والأُخُوَّةِ فيه . فعن عبد الله بن
عبَّاسٍ – رَضِيَ اللهُ عنهما - أن (( عُمَرَ بنَ الخطَّابِ -
رضي اللهُ عنه - خرَج إلى الشأمِ ، حتى إذا كان بِسَرغَ
لَقِيَه أمَراءُ الأجنادِ ، أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ وأصحابُه ،
فأخبَروه أن الوَباءَ قد وقَع بأرضِ الشأمِ . قال ابنُ عباسٍ :
فقال عُمَرُ : ادعُ لي المهاجِرينَ الأوَّلينَ ، فدعاهم فاستشارَهم ،
وأخبَرهم أن الوَباءَ قد وقَع بالشأم ِ، فاختلَفوا ، فقال بعضُهم :
قد خرَجْتَ لأمرٍ ، ولا نَرى أن تَرجِعَ عنه ، وقال بعضُهم :
معَك بقِيَّةُ الناسِ وأصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ،
ولا نَرى أن تُقدِمَهم على هذا الوَباءِ ، فقال : ارتَفِعوا عني ،
ثُمَّ قال : ادعُ لي الأنصارِ ، فدعَوتُهم فاستشارَهم ، فسلَكوا
سبيلَ المهاجِرينَ ، واختلَفوا كاختلافِهم ، فقال : ارتَفِعوا عني ،
ثُمَّ قال : ادعُ لي مَن كان ها هنا مِن مَشيخَةِ قُرَيشٍ مِن
مُهاجِرَةِ الفتحِ ، فدعَوتُهم ، فلم يَختَلِفْ منهم عليه رجلانِ ،
فقالوا : نَرى أن تَرجِعَ بالناسِ ولا تُقدِمَهم على هذا الوَباءِ ،
فنادى عُمَرُ في الناسِ : إنِّي مُصَبِّحٌ على ظهرٍ فأَصبِحوا
عليه . قال أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ : أفِرارًا من قدَرِ اللهِ ؟
فقال عُمَرُ : لو غيرُك قالها يا أبا عُبَيدَةَ ؟! نَعمْ نَفِرُّ من قدَرِ
اللهِ إلى قدَرِ اللهِ ، أرأَيتَ لو كان لَكَ إبِلٌ هَبَطَتْ وادِيًا له
عُدْوَتانِ ، إحداهما خِصبَةٌ ، والأخرى جَدبَةٌ ، أليس إنْ رَعَيتَ
الخِصبَةَ رَعَيتَها بقدَرِ اللهِ ، وإن رَعَيتَ الجَدبَةَ رَعَيتَها بقدَرِ
اللهِ ؟ قال : فجاء عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ ، وكان مُتَغَيِّبًا في
بعضِ حاجتِه ، فقال : إنَّ عِندي في هذا عِلمًا ، سَمِعْتُ رسولَ
اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقولُ : ( إذا سَمِعتُم به بأرضٍ
فلا تَقدَموا عليه ، وإذا وقَع بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخرُجوا فِرارًا
منه ) . قال : فحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثم انصرَفَ )) مُتَّفقٌ عليه .


فلا تكوني أُخيَّتي مِمَّن يقولُ بلِسان حالِهِ أو مَقالِهِ :
مَن لم يَكُن معي ، فهو ضِدِّي .

واعلمي أنَّ حياتَنا اليومية لا تخلو مِن عقباتٍ ومُشكلاتٍ
وخِلافات ، وقد تكونُ مع أُناسٍ قريبين جِدًا مِنَّا ، ومِن
أكثر النَّاسِ الذينَ نُحِبُّهم ، ونَسعدُ بقُربِهم ، فلا يكَادُ
يَنتهي يومُنا إلَّا بخِصامٍ أو شِجارٍ أو فِراق .

والسَّعِيدُ مَن عَلِمَ أنَّ الحَياةَ لا تَخلو مِنَ المُنغِّصاتِ ، ولم
يُمكِّن الشَّيْطَانَ مِنَ الإيقاعِ بينه وبين أخيهِ في اللهِ . فمِن
طبيعةِ البَشَرِ الاختلافُ في الآراءِ والأفكار والتَّطلُّعاتِ والقِيامِ
بالواجِبات ، وقد ذَكَرَ ذلك رَبُّنا - سُبحانه وتعالى - في كِتابِهِ
الكريم في قولِهِ : ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا
يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ هود/118 .

وليس العيبُ أن نختلِفَ ، لكنَّ العَيبَ أن نُسيءَ إلى بَعضِنا ،
أو نُقلِّلَ مِن شأنِ بَعضِنا البَعض ، ولا نعترِف بأخطائِنا ،
ولا نقبل نُصحَ الآخَرينَ لنا .


وقد يَكونُ سَبب الافتراقِ بينكِ وبين أُختِكِ في الله في
حالةِ الاختلافِ بينكما : عدم قُدرتِكِ على فَهمِها ، أو
عدم تقبُّلكِ لوِجهةِ نَظَرِها مهما كانت صَحيحة ، وكذلك
تَمَسُّككِ برأيكِ وعدم التَّنازُل عنه ولو كان خاطِئًا .


لتعلمي أُخيَّتي أنَّها دُنيا . نعم ، دُنيا فانية . لن تدومَ لنا ،
ولن ندومَ لها .

لتعلمي أنَّنا راحِلُونَ ، وهذه الدُّنيا مَحَطَّةُ نَمُرُّ بها ، ثُمَّ نُفارِقُها .
فلا تَحزَني على شئٍ بَدَرَ مِن أختكِ في اللهِ . فاليومَ خِلافٌ ،
وغدًا تصفو النُّفوس . هكذا يَنبغي أن نكون .

لقد عَفا نَبِيُّنا محمدٌ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – عن كُفَّار
مكة ؛ الذين آذَوه ، وأخرجوه مِن بلدِهِ ، وسامَحَ مَن أساءَ
إليه ، وسَامَحَ مَن اتَّهَم زَوجَهُ عائشةَ – رَضِيَ اللهُ عنها –
في عِرضِها .

فهلَّا تأسَّيْتِ بِهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في أمرٍ مَرَّ
بِكِ ، لم تُؤذَين فيه بمِثل ما أُوذِيَ به نبيُّكِ ..؟!

حَكِّمي عقلكِ ، وأعِيدي حِساباتِكِ ، وتذكَّري ما يُمليه عليكَ
واجِبُ الأخُوَّةِ في اللهِ ، والحُبِّ فيه سُبحانه .


أتدرين ماذا يَفعلُ الاختلافُ الذي لا تُقبَلُ فيه الآراءُ ، ولا
تُحتَرَمُ فيه وِجهاتُ النَّظر ؟
إنَّه يُوجِدُ الشِّقَاقَ والبُغضَ بين الأحِبَّةِ والإخوَة ،
ويُعطِّلُ كثيرًا من الأمورِ والمَصالِح .

وخُذي مِثالاً على ذلك : (( لَمَّا حَضَرَ النبيُّ - صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم - قال ، وفي البيتِ رِجالٌ فِيهم عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ،
قال : ( هَلُمَّ أكتُب لَكم كِتابًا ، لن تَضِلُّوا بَعدَه ) . قال عُمَر :
إنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - غَلَبَهُ الوَجَعُ ، وعِندكم
القُرآنُ ، فحَسْبُنا كِتابُ اللهِ . واختلَفَ أهلُ البَيتِ ، اختصمُوا :
فمِنهم مَن يَقولُ : قَرِّبُوا يَكتُب لَكُم رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم - كِتابًا لن تَضِلُّوا بَعدَه ، ومِنهم مَن يَقولُ مَا
قال عُمَر ، فلَمَّا أكثَرُوا الَّلغَطَ والاختلافَ عِند النبيِّ - صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم - قال : ( قُومُوا عَنِّي ) )) رواه البُخاريُّ .
فمَا حَدَث هُنا كان نتيجةً للاختلافِ ، وعدم الاتِّفاق .


ولا أُلزِمُكِ أخيَّتي بقَبُولِ أىَّ رأيٍّ دُونَ أن يكونَ لَكِ وُجودٌ ،
بل أقولُ لَكِ : اقبلي وِجهةَ نظرِ غَيْرِكِ ، واحترمي رأيَه ،
وإنْ خالَفَ رأيَكِ . ولا تجعلي اختلافَ الآراءِ بينكِ وبين
الآخَرين سببًا لبُغضِهم ، أو التقليلِ مِن شأنِهم ، ولا
تجعليه سَببًا للتفريق بينكم .

واعلمي أنَّ اختلافَ الآراءِ مُهِمٌّ ، فمِن آراءِ غيرِكِ وأفكارِهم
تستفيدينَ ، وقد تكونُ نظرَتُكِ للأمورِ خاطِئةً ، فتُصحِّحينها
إذا استمعتِ لغَيْرِكِ . كما أنَّ اختلافَ الآراءِ يُساعِدُ
على الرُّقِيِّ والتَّقَدُّمِ .

لتنتبهي فقط إلى أنَّ هناك أُمورًا لا يُمكنُ الاختلافُ فيها ،
أو التَّناقُشُ حولَها ؛ كمَسائِلِ العقيدةِ الواضِحةِ الثَّابِتَةِ ،
والمَسائِل التوقيفية الثَّابِتة في الكِتابِ والسُّنَّةِ .


نسألُ اللهَ تعالى أن يُنَقِّيَ قُلُوبَنا وأن يُطَهِّرَها من الأحقادِ
والأضغان ، وأن يَرزُقَنا صُدورًا سليمةً واسِعَةً ، تقبَلُ
مَن حَولَها ، ولا تتشبَّثُ برأيها ، وتسعى لمَعرفةِ الحَقِّ
والتَّمَسُّك به .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awnar.7olm.org
 
اخْتَلَفْنَا ... فَافْتَرَقْنَا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اونــــــــار :: الاقسام العامة :: القسم العام-
انتقل الى: